Thursday, November 14, 2013

قصة مثيرة






ماهافاتار باباجي

في ذات ليلة كان يجلس تلاميذه حول نار ضخمة تضطرم احتفالا بطقس فيدي، وفجأة أمسك المعلم بقطعة من الحطب المشتعل ولامس بها كتف أحد التلاميذ القريبين من النار. فاحتج لاهيري مهاسيا، الذي كان من بين الحاضرين، قائلا: ’سيدي، ما أقسى ذلك!‘
"فأجابه باباجي: ’أ تودُ بالأحرى أن ترى جسمه كله يحترق أمام عينيك، جزاءً لأفعاله السابقة؟‘ وبهذه الكلمات وضع باباجي يده الشافية فوق كتف التلميذ المشوهة بفعل الاحتراق وقال: ’لقد جنبتك الليلة الموت المريع، وقد قنِعَ القانون الكارمي باحتراقك الجزئي بالنار.‘
"وفي مناسبة أخرى سبب القدوم المفاجئ لشخص غريب انزعاجاً لحلقة باباجي المقدسة. وكان قد تسلق الجبال بمهارة مدهشة حتى بلغ سلسلة الصخور المنيعة المتاخمة لمكان وجود المعلم. وقد شع وجه الرجل بخشوع وتبجيل يستحيل وصفهما عندما قال: ’سيدي، لا بد أنك باباجي العظيم. فعلى مدى شهور قمت ببحث متواصل عنك بين هذه الصخور الشامخة. أتوسل إليك أن تقبلني تلميذاً لك.‘
"ولما لم يجبْهُ المعلم، أشار الرجل إلى الهوة السحيقة الممتدة تحت الصخور وقال: ’إن رفضتني رميت بنفسي من فوق هذا الجبل، فالحياة لم يعد لها قيمة بالنسبة لي إن لم أحصل على إرشادك في العثور على الله.‘
"وأجابه باباجي دون انفعال: ’الق ِ بنفسك إذاً. فأنا لست مستعداً أن أقبلك في تطورك الحاضر.‘
"وعلى الفور ودون تردد قذف الرجل بنفسه من فوق الجرف. حينذاك طلب باباجي من التلاميذ الجزعين أن يذهبوا ويأتوا بجسم ذلك الغريب. وحينما عادوا به ممزقاً لمس المعلمُ الجسد الميت بيده الطاهرة فعادت إليه الحياة وفتح عينيه وانبطح بخشوع أمام المعلم الكلي الاقتدار. عندها أشرق باباجي عطفاً على تلميذه الذي بعثه من الموت وقال له: ’لقد اجتزت بشجاعة امتحاناً عسيراً(3)، وأصبحت الآن مؤهلا للتدريب ولن يمسك الموت بعد الآن. ثم أعقب ذلك بكلماته الخاصة بالرحيل "ديرا دَندا أوتاو"، فاختفت الجماعة من الجبل. 
(فلسفة الهند في سيرة يوغي Autobiography of a Yogi)


المزيد عن باباجي وعن تعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا 
في موقع سويدا يوغا أو صفحة برمهنسا يوغانندا في فيسبوك



حالته تفوق إدراك البشر




إن المنحدرات الصخرية في الهملايا الشمالية قرب بدري نارايان لا تزال مباركة بالوجود الحي لباباجي معلم لاهيري مهاسيا.  فالمعلم المعتزل قد احتفظ بجسمه المادي على مدى قرون وربما آلاف السنين. وباباجي الخالد هو أفاتار Avatar أي حلول الإلوهية في جسم بشري. وقد شرح لي سري يوكتسوار هذه الحقيقة بقوله:

"إن حالة باباجي الروحية تفوق إدراك البشر. ونظرة الناس القاصرة لا يمكنها النفاذ إلى نجمه الفائق. فالمرء يحاول عبثاً وصف سموه الروحي الذي يفوق تصور العقل وحدود الخيال."
(فلسفة الهند في سيرة يوغي Autobiography of a Yogi) 

 تفضلوا بقراءة معلومات أكثر عن باباجي على الرابط التالي: باباجي


المزيد عن باباجي وعن تعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا 
في موقع سويدا يوغا

http://www.swaidayoga.com
وندعوكم أيضاً لزيارة صفحة الحكيم برمهنسا يوغانندا على الرابط التالي

متحرر من الخداع الكوني


ماهافاتار باباجي



لقد صنّفت كتب الأوبانيشاد بدقة متناهية كل مرحلة من مراحل التقدم الروحي. فالإنسان الكامل (سِدها) قد ارتقى من حالة التحرر أثناء الحياة (جيفنموكتا) إلى حالة السيطرة التامة على الموت (باراموكتا). وهذا الأخير قد تحرر كليا من عبودية الخداع الكوني ودوراته التجسدية. فالباراموكتا نادرا جدا ما يعود إلى جسم بشري، ولكن إن أراد العودة فهو عندئذ إله متجسد: وسيط إلهي لبركات السماء على الأرض.
(فلسفة الهند في سيرة يوغي Autobiography of a Yogi) 

 تفضلوا بقراءة معلومات أكثر عن باباجي على الرابط التالي: باباجي



المزيد عن باباجي وعن تعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا 
في موقع سويدا يوغا أو صفحة برمهنسا يوغانندا في فيسبوك

يُرى كصورة نورانية


مهافاتار باباجي MAHAVATAR BABAJI


ورد في الفصل 33 من كتاب فلسفة الهند في سيرة يوجي  Autobiography of a Yogi
 ما يلي عن المتوحد باباجي

إن المنحدرات الصخرية في الهملايا الشمالية قرب بدري نارايان لا تزال مباركة بالوجود الحي لباباجي معلم لاهيري مهاسيا.  فالمعلم المعتزل قد احتفظ بجسمه المادي على مدى قرون وربما آلاف السنين. وباباجي الخالد هو أفاتار Avatar أي حلول الإلوهية في جسم بشري. وقد شرح لي سري يوكتسوار هذه الحقيقة بقوله:
"إن حالة باباجي الروحية تفوق إدراك البشر. ونظرة الناس القاصرة لا يمكنها النفاذ إلى نجمه الفائق. فالمرء يحاول عبثاً وصف سموه الروحي الذي يفوق تصور العقل وحدود الخيال."
لقد صنّفت كتب الأوبانيشاد بدقة متناهية كل مرحلة من مراحل التقدم الروحي. فالإنسان الكامل (سِدها) قد ارتقى من حالة التحرر أثناء الحياة (جيفنموكتا) إلى حالة السيطرة التامة على الموت (باراموكتا). وهذا الأخير قد تحرر كليا من عبودية الخداع الكوني ودوراته التجسدية. فالباراموكتا نادرا جدا ما يعود إلى جسم بشري، ولكن إن أراد العودة فهو عندئذ إله متجسد: وسيط إلهي لبركات السماء على الأرض.
ولا يخضع الإله المتجسد (الأفاتار) لقواعد الاقتصاد الكوني. فجسمه النقي الذي يُرى كصورة نورانية قد تحرر من أي دين للطبيعة. وقد لا تميّز النظرة العابرة شيئاً غير عادي في شكله، سوى أنه أحياناً لا يلقي ظلا، ولا تترك قدماه أثراً على الأرض. وهذه هي إحدى العلامات الخارجية على التحرر الباطني من الظلام والعبودية للمادة. ومثل هذا الإله – البشر هو وحده الذي يدرك الحق خلف نسبيات الحياة والموت. وقد أنشد عمر الخيام الذي كثيرا ما يساء فهمه بشكل فاضح، وصفاً للإنسان المتحرر في إحدى رباعياته الخالدةترجمة إدوارد فيتزجيراد و محمود  عباس مسعود على التوالي):

"Ah, Moon of my Delight who know'st no wane,
The Moon of Heav'n is rising once again;
How oft hereafter rising shall she look
Through this same Garden after me-in vain!"
بدرَ أفراحي الذي يعصى المحاقا
قمر العلياءِ يبزغ ْ من جديدْ
آهِ كم من مرةٍ يصعدْ شروقا
باحثاً عني بمجهودٍ جهيدْ
عبثاً في هذه الروضة العريقة!
فـ ’’بدر الأفراح الذي يعصى المحاقا‘‘ هو الله نجم القطب السرمدي الذي لا يخضع لتقلبات الزمان أبدا. و"قمر العلياء الذي يبزغ من جديد" هو الكون الخارجي المكبل بأغلال وقيود قانون التكرار الدوري. لقد حرر الحكيم الفارسي نفسه للأبد من العودة الإلزامية المتكررة إلى الأرض بفضل معرفته الذاتية. ’’آه كم من مرة يصعد شروقا، باحثا عني بمجهود جهيد – عبثاً...!‘‘ أجل، يا له من بحث خائب خاسر يبذله كونٌ دائم التجوال عن كيان غائب كلياً (من الوجود المادي)!
وقد عبّر السيد المسيح عن حريته بطريقة أخرى: "يا معلم، أتبعك أينما تذهب." فأجابه يسوع: "للثعالب أوكار ولطيور السماء أعشاش، وأما ابن الإنسان، فلا يجد أين يسند رأسه".  (متى 8: 19-20) بما يعني أنه لما كان المسيح حاضراً بروحه في كل مكان، فهل يمكن اقتفاؤه سوى بالروح الشاملة؟
وكان كريشنا وراما وبوذا وبتانجلي من بين التجسدات الإلهية التي ظهرت في الهند القديمة. وهناك مجموعة ضخمة من الأدب الشعري المدون بلغة التامِل  Tamilحول أغاستيا التجسد الإلهي للهند الجنوبية، الذي صنع معجزات عديدة في القرون السابقة واللاحقة للسيد المسيح، والذي يقال بأنه ما زال يحتفظ بجسمه المادي حتى هذا اليوم.
ورسالة باباجي للهند تكمن في مساعدة الأنبياء على القيام بما جاؤوا من أجله. ولهذا فهو جدير باللقب المقدس (مهافاتار) أي التجسد الإلهي الأسمى. وقد أكد باباجي بأنه كرّس في علم اليوغا شنكارا(1) المؤسس القديم للنظام النسكي، وكذلك كرّس حكيم القرون الوسطى الأشهر كبير. وحسبما نعلم فإن لاهيري مهاسيا كان تلميذه الأول الذي أحيا في القرن التاسع عشر طريقة الكريا يوغا التي ظلت مفقودة لقرون عديدة.
وباباجي هو على اتصال دائم ووثيق مع السيد المسيح، ويبعثان معاً بموجات الفداء للبشرية. كما أنهما دبرا طريقة النجاة الروحي لهذا العصر. وعمل هذين السيدين الكاملي الاستنارة –أحدهما بجسم مادي والآخر بدونه – هو إلهام الشعوب كي تنبذ الحروب وتطرح الكراهية العنصرية والتعصب الديني وشرور المادة التي ترتد على أصحابها وتسبب لهم الأذى. ويدرك باباجي جيدا التوجهات العصرية لا سيما تأثير المدنية الغربية وتعقيداتها. كما أنه يدرك أهمية نشر اليوغا المحررة في الشرق والغرب على السواء.
ولا يدهشنا عدم وجود أية إشارة تاريخية إلى باباجي. فالمرشد الأعظم لم يظهر علنا في أي عصر، وأضواء الدعاية والإعلان البراقة والمشوهة للحقائق لا مكان لها في خططه البعيدة الأمد. وكالخالق – القوة الواحدة الصامتة – يعمل باباجي في خفاء متواضع.
الأنبياء العظام يأتون إلى هذه الأرض لغرض محدد، مثير ومدهش ويرتحلون فور إنجازه. أما الآخرون أمثال باباجي فيضطلعون بمهام تتصل أكثر ما تتصل بتطور الإنسان البطيء على مر الأجيال وليس بحدث وحيد وبارز في التاريخ. ومثل هؤلاء السادة يحجبون ذاتهم عادة عن أنظار الجمهور الخشنة ويمتلكون القدرة على الاختفاء بالإرادة. ولهذه الأسباب، ولأنهم أيضاً يطلبون من تلاميذهم التزام الصمت حيالهم، فإن فريقاً من تلك الشخصيات الروحية الشامخة يظل مجهولا للعالم. وعلى هذه الصفحات أعطي لمحة بسيطة عن حياة باباجي بذكر بعض الحقائق عنه، يرى باباجي نفسه من الملائم إعلانها.
لم يتم الكشف بعد عن معلومات محددة تتعلق بأسرة باباجي، ولا عن مسقط رأسه، يرتاح لها قلب المؤرخ. وكلامه بالهندية غالبا، لكنه يستطيع التحدث وبسهولة وطلاقة في أية لغة من لغات العالم. وقد اتخذ لنفسه الاسم البسيط باباجي (الأب المحترم). وهناك ألقاب أخرى جليلة خلعها عليه تلاميذ لاهيري مهاسيا، منها ترمباك بابا وشيفا بابا وهي من ألقاب الإله شيفا. وكذلك ماهاموني باباجي مهراج أي السيد الأسمى المليء بالغبطة الكونية، وماها يوغي أي اليوغي الأعظم.
وليس مهماً أن نجهل سلالة سيد بلغ التحرر الكلي. وقد قال لاهيري مهاسيا في حديثه عن باباجي: "عندما ينطق شخص ما اسم باباجي بتعظيم وإجلال واحترام فإن ذلك المتعبد يحصل على بركة روحية فورية."
ولا تظهر على جسد المعلم الخالد آثار السنين. فهو يبدو شاباً لا يتجاوز الخامسة والعشرين، أبيض البشرة، معتدل البنية، متوسط الطول، يشع جسمه القوي الجميل وهجاً ملحوظاً. عيناه داكنتان، هادئتان ورقيقتان، وشعره النحاسي اللون مسترسل على كتفيه ولامع. ووجه باباجي يشبه إلى حد كبير وجه لاهيري مهاسيا، والتماثل بينهما لافت للنظر لدرجة أن لاهيري مهاسيا في سنيه الأخيرة كان يمكن أن يُحسب أباً لباباجي الذي يبدو في ريعان الشباب.
ولقد أمضى أستاذي في السنسكريتية سوامي كيبالانندا بعض الوقت مع باباجي(2) في جبال الهملايا. وقال لي:
"إن السيد المنقطع النظير ينتقل مع جماعته من مكان إلى آخر في الجبال، وتضم مجموعته الصغيرة تلميذين أمريكيين متقدمين. وبعد أن يصرف باباجي بعض الوقت في مكان ما يقول: "ديرا دَندا أوتاو" (لنرفع خيامنا وعصينا: هيا بنا نرتحل). وهو يحمل عصا رمزية من الخيزران. وكلماته تلك هي علامة الانتقال الفوري إلى مكان آخر. إنه لا يستعمل دوما طريقة الانتقال الأثيري هذه، بل أحياناً ينتقل مشياً على الأقدام من قمة جبلية إلى أخرى.
"لا يستطيع الآخرون مشاهدة باباجي إلا إذا أراد هو ذلك. والمعلوم أنه ظهر في أشكال متباينة بعض الشيء لعديد من المريدين – أحياناً بشارب ولحية وأحياناً بدونهما. وجسمه غير الخاضع للتحلل والفناء لا يحتاج إلى الطعام من أجل ديمومته، ولذا فنادراً ما يتناول المعلم الطعام. ولكن في بعض المناسبات، وكمجاملة اجتماعية للطلاب الزائرين فانه يتقبل أحياناً الفواكه أو الأرز المطبوخ بالحليب والزبدة المصفاة.
واستطرد كيبالانندا قائلا: "إنني على علم بحادثتين مثيرتين في حياة باباجي: ففي ذات ليلة كان يجلس تلاميذه حول نار ضخمة تضطرم احتفالا بطقس فيدي، وفجأة أمسك المعلم بقطعة من الحطب المشتعل ولامس بها كتف أحد التلاميذ القريبين من النار. فاحتج لاهيري مهاسيا، الذي كان من بين الحاضرين، قائلا: ’سيدي، ما أقسى ذلك!‘
"فأجابه باباجي: ’أ تودُ بالأحرى أن ترى جسمه كله يحترق أمام عينيك، جزاءً لأفعاله السابقة؟‘ وبهذه الكلمات وضع باباجي يده الشافية فوق كتف التلميذ المشوهة بفعل الاحتراق وقال: ’لقد جنبتك الليلة الموت المريع، وقد قنِعَ القانون الكارمي باحتراقك الجزئي بالنار.‘
"وفي مناسبة أخرى سبب القدوم المفاجئ لشخص غريب انزعاجاً لحلقة باباجي المقدسة. وكان قد تسلق الجبال بمهارة مدهشة حتى بلغ سلسلة الصخور المنيعة المتاخمة لمكان وجود المعلم. وقد شع وجه الرجل بخشوع وتبجيل يستحيل وصفهما عندما قال: ’سيدي، لا بد أنك باباجي العظيم. فعلى مدى شهور قمت ببحث متواصل عنك بين هذه الصخور الشامخة. أتوسل إليك أن تقبلني تلميذاً لك.‘
"ولما لم يجبْهُ المعلم، أشار الرجل إلى الهوة السحيقة الممتدة تحت الصخور وقال: ’إن رفضتني رميت بنفسي من فوق هذا الجبل، فالحياة لم يعد لها قيمة بالنسبة لي إن لم أحصل على إرشادك في العثور على الله.‘
"وأجابه باباجي دون انفعال: ’الق ِ بنفسك إذاً. فأنا لست مستعداً أن أقبلك في تطورك الحاضر.‘
"وعلى الفور ودون تردد قذف الرجل بنفسه من فوق الجرف. حينذاك طلب باباجي من التلاميذ الجزعين أن يذهبوا ويأتوا بجسم ذلك الغريب. وحينما عادوا به ممزقاً لمس المعلمُ الجسد الميت بيده الطاهرة فعادت إليه الحياة وفتح عينيه وانبطح بخشوع أمام المعلم الكلي الاقتدار. عندها أشرق باباجي عطفاً على تلميذه الذي بعثه من الموت وقال له: ’لقد اجتزت بشجاعة امتحاناً عسيراً(3)، وأصبحت الآن مؤهلا للتدريب ولن يمسك الموت بعد الآن. ثم أعقب ذلك بكلماته الخاصة بالرحيل "ديرا دَندا أوتاو"، فاختفت الجماعة من الجبل.
والتجسد الإلهي (الأفاتار) يعيش في الروح الكلي ولا توجد مسافات بالنسبة له. وهناك سبب واحد فقط يدفع باباجي للاحتفاظ بهيكله الجسدي قرناً بعد قرن، وهو الرغبة في تزويد البشرية بمثل ملموس من إمكانياتها. فلو لم يُمنح الإنسان لمحة من الإلوهية في الجسم البشري لظل فريسة للوهم الثقيل، غير قادر على قهر الفناء.
وقد عرف السيد المسيح منذ البدء أحداث حياته، ومر في كل تجربة من تجاربه لا من أجل ذاته، ولا بفعل إلزام كارمي karmic بل لرفع مستوى المتأملين من البشر. وقد قام تلاميذه الأربعة: متى ومرقس ولوقا ويوحنا بتدوين الدراما العظمى لمنفعة الأجيال القادمة.
ولا توجد أيضاً بالنسبة لباباجي نسبيات للماضي أو الحاضر أو المستقبل. فمنذ البداية عرف سائر مراحل وأطوار حياته. وبتكييف ذاته مع الفهم البشري المحدود لعب أدوارا عديدة من حياته المقدسة على مرأى واحد أو أكثر من الشهود. وقد حدَث أن أحد تلاميذ لاهيري مهاسيا كان حاضراً عندما رأى باباجي أن الوقت قد حان للإعلان عن إمكانية ديمومة الجسد وعدم فنائه. فهو قد نطق بهذا الوعد أمام رام غوبال موزمدار حتى ينتشر الخبر لإلهام القلوب الأخرى الباحثة عن الحقيقة. فالسادة العظام ينطقون كلماتهم ويساهمون في مسار الأحداث التي تبدو طبيعية لصالح الإنسان فقط، تماماً كما قال السيد المسيح: "يا أبتاه... أنا أعرف أنك تستجيب لي في كل حين، ولكني أقول هذا من أجل هؤلاء الناس حولي، حتى يؤمنوا أنك أنت الذي أرسلتني." (يوحنا 11: 41-42)
وإبان زيارتي لرنباجبور قصّ عليّ القديس الذي لا ينام رام غوبال(4) بعضاً من حادثة لقائه العجيب الأول مع باباجي قال:
"في أحد الأيام تركت مغارتي المنعزلة لأجلس عند قدمي لاهيري مهاسيا في بنارس. وعند منتصف إحدى الليالي بينما كنت أتأمل في سكون مع جماعة من تلاميذه فاجأني المعلم بطلب مفاجئ عندما قال: ’أي رام غوبال، اذهب إلى منطقة داسا سمد غات (على ضفة الغانج)‘.
"انطلقت على الفور إلى البقعة المنعزلة، وكان الليل يضيئه نور القمر والنجوم الوامضة. وبعد أن جلست لبعض الوقت بسكينة وهدوء استرعت انتباهي بلاطة حجرية ضخمة قرب قدمي، ارتفعت تدريجيا مظهرة مغارة في جوف الأرض. وبينما ظلت البلاطة معلقة في مكانها بكيفية غير مفهومة انطلق من الكهف وحلق في الهواء شكل امرأة شابة فائقة الجمال، تحيط بها هالة من النور الناعم. ثم هبطت أمامي وبقيت دون حراك مستغرقة في غبطة روحية فائقة. أخيراً تحركت ونطقت بلطف: ’إنني ماتاجي(5) شقيقة باباجي، وقد طلبت منه ومن لاهيري مهاسيا الحضور لمغارتي هذه الليلة لمناقشة أمر بالغ الأهمية‘.
"وعلى الفور بدا في الأفق نور سديمي يطير مسرعا فوق نهر الغانج فانعكس التألق الغريب في المياه القاتمة. واقترب النور مني أكثر فأكثر، وبومضة خاطفة استقر قرب ماتاجي وكثف ذاته فوراً بالصورة البشرية للاهيري مهاسيا، وانحنى بتواضع عند قدمي القديسة.
"وقبل أن استفيق من دهشتي ذهلت مرة أخرى لرؤية كتلة دوارة من الضوء الغامض تقطع الفضاء بسرعة فائقة. وما أن اقتربت من مجموعتنا حتى تمثلت في جسم شاب وسيم أدركت على الفور أنه باباجي. وقد بدا شبيها بلاهيري مهاسيا مع فارق واحد هو أن باباجي ظهر أصغر بكثير من تلميذه، وبشعر لامع مسترسل.
"وركعت مع لاهيري مهاسيا وماتاجي عند قدمي المرشد الأعظم، ولمجرد لمس جسمه الإلهي غمرني إحساس أثيري مجيد وسرى في كل خلية من خلايا جسمي.
"ونطق باباجي قائلا: ’يا أختي المباركة، إنني أرغب في طرح شكلي المادي والغوص في التيار اللامتناهي‘.
"ونظرت إليه السيدة الجليلة بتوسل قائلة: ’لقد أدركت فعلا ما تنوي القيام به أيها السيد المحبوب، ولذا رغبت ببحث الموضوع معك هذه الليلة. فبالله عليك لماذا تنوي ترك جسدك؟‘
"أجاب باباجي: ’وما الفرق في كوني محاطاً بموجة منظورة أو غير منظورة فوق محيط روحي الكلي؟‘
" فقالت ماتاجي بومضة طريفة من الذكاء: ’أيها السيد الخالد، إن كان ذلك غير مهم فأرجو أن لا تتخلى عن صورتك أبد الدهر‘.(6)
وجاء جواب باباجي جاداً: ’ليكن ما تريدين. فأنا لن أترك مطلقاً جسمي المادي، بل سأظل مرئيا على الأقل لنفر ضئيل من الناس على هذه الأرض. إن الله قد أعرب عن إرادته من خلالك ونطق بلسانك.‘
"وإذ أصغيت برهبة وخشوع لحديث هذين الكائنين الممجدين التفت المعلم الأعظم (باباجي) إليّ قائلا: ’لا تخف يا رام غوبال. لقد بوركت بأن تكون حاضراً وشاهداً على هذا الوعد الأبدي!‘
"وما أن تلاشت النغمة العذبة لصوت باباجي حتى ارتفع شكله ببطء مع شكل لاهيري مهاسيا وقفلا راجعين فوق الغانج يحيط بجسميهما إكليل ذهبي من النور الوهاج، وتواريا عن الأنظار في سماء الليل. أما شكل ماتاجي فقد تهادى نحو المغارة وهبط إليها، وعادت البلاطة الحجرية إلى مكانها فوق الكهف من تلقاء ذاتها، كما لو أن أيدٍ غير منظورة كانت تحركها.
"وإذ حصلت على أقصى درجات الإلهام قصدت ثانية منزل لاهيري مهاسيا. وحينما انحنيت أمامه في ساعات الفجر الباكرة تبسم لي المعلم بفهم قائلا: ’إنني سعيد من أجلك يا رام غوبال. فرغبتك في لقاء باباجي وماتاجي التي كثيراً ما أعربت عنها قد تحققت تحققاً مجيداً في النهاية!‘
"وقد تعجبت عندما أخبرني إخواني التلاميذ الآخرون أن لاهيري مهاسيا لم يترك مكانه إطلاقاً منذ مساء أمس، وقال لي أحدهم: ’لقد ألقى علينا محاضرة مدهشة عن الخلود فور مغادرتك منزله إلى حمامات داسا سمد.‘
"وللمرة الأولى في حياتي أدركت تماماً صدق الآيات الكتابية التي تقول أن العارف بالله يمكنه الظهور في أكثر من مكان، في جسمين أو أكثر، في نفس الوقت.
"بعد ذلك قام لاهيري مهاسيا بإيضاح العديد من النقاط الغامضة المتعلقة بالتدبير الإلهي السري لهذه الأرض. واختتم رام غوبال حديثه بالقول:
"لقد اختار الله باباجي كي يحتفظ بجسمه إبان الدورة الأرضية الحالية. وستتوالي العصور والدهور وتأتي الأجيال وتذهب بينما المعلم الخالد يرقب قرناً بعد قرن الأحداث الدراماتيكية على هذا المسرح الأرضي."(7)


الحواشي

(1)     شنكرا الذي كان معلمه بحسب الوثائق التاريخية (غوفيندا جاتي) تلقى التكريس في الكريا يوغا على باباجي في بنارس. وعندما روى باباجي الحكاية للاهيري مهاسيا وسوامي كيبالانندا أعطى تفاصيلَ مدهشة تتعلق بلقائه مع الفيلسوف العظيم القائل بوحدة الوجود.
(2)     باباجي (الأب المحترم) هو لقب شائع في الهند، وهناك العديد من المعلمين الهنود المشهورين ممن يخاطبون بـ (باباجي)، ولكن ما من أحد منهم باباجي معلم لاهيري مهاسيا. إن وجود المهافاتار (التجسد الأعظم) باباجي تم الإعلان عنه لأول مرة سنة 1946 في هذه السيرة الذاتية.
(3)     الامتحان هنا يتعلق بالطاعة. فعندما قال المعلم المتنور للرجل (القِ بنفسك) أطاع الرجل على الفور، ولو أبدى تردداً لكان ذلك برهانا على عدم صحة قوله بأن حياته لا قيمة لها بدون توجيه وإرشاد باباجي. ومع أن ذلك الامتحان كان عنيفاً قاسياً وغريباً لكنه كان درساً رائعاً ومناسباً لذلك الحدث.
(4)     رام غوبال موزمدار هو اليوغي الكلي الحضور الذي اكتشف تقصيري في الانحناء أمام مذبح تاراكسوار (راجع الفصل 13).
(5)     ماتاجي تعني (الأم المقدسة). ولقد عاشت ماتاجي لقرون عديدة، وتكاد توازي شقيقها باباجي في التقدم الروحي. وهي تظل في نشوة روحية متواصلة بمغارة أرضية قرب داسا سامد غات Dasasamedh ghat.
(6)     نتذكر في هذه المناسبة قول الفيلسوف الإغريقي الكبير  طاليس Thales الذي كان يقول بأن لا فرق بين الحياة والموت. ولما سأله أحد ناقديه "فلماذا إذن لا تموت؟" أجابه: "لأنه لا يوجد فرق!"
(7)     "من عمل بكلامي (يثبت في وعيي) لا يري الموت أبدا" يوحنا 51:8
عندما نطق السيد المسيح هذه الكلمات فلم يقصد بذلك الخلود في الجسم المادي الذي هو سجن ممل لا يُعطى لخاطئ فما بالك بالقديس! والمتنور الذي عناه السيد المسيح هو ذلك الذي استيقظ من غيبوبة الجهل المميت إلى حياة أبدية (راجع الفصل 43).
إن طبيعة الإنسان الجوهرية هي الروح الكلي الحضور الذي لا شكل له. والتجسد الكارمي أو الإلزامي هو ثمرة الجهل. وتعلم كتب الهند المقدسة أن الموت كالولادة نتاج الخداع الكوني، ووجودهما متصل بعالم النسبية فقط.
ولا يرتبط باباجي بجسم مادي، ولا بهذا الكوكب الأرضي لكنه طبقاً للإرادة الإلهية يقوم برسالة خاصة لهذه الأرض.
المعلمون العظام أمثال برانابانندا (راجع الفصل 27) الذين يعودون إلى الأرض في أجسام جديدة يفعلون ذلك لأسباب هم وحدهم يدركونها. وتجسداتهم على هذا الكوكب لا تخضع لقيود الكارما الصارمة. ومثل هذه العودات الاختيارية تدعي (فيوتانا) أو الرجوع إلى الحياة الأرضية بعد التحرر التام من الخداع وأوهامه المضللة.
وسواء كان الانتقال طبيعياً أو غير اعتيادي ففي استطاعة المعلم الكلي المعرفة بعث جسمه حياً والظهور بذلك الجسم أمام أعين الناس. فإعادة استحداث وتركيب ذرات الجسم المادي لا ترهق قوى المتوحد مع الله الذي تفوق نظمه الشمسية كل حساب!
وفي هذا الصدد أعلن السيد المسيح: "أضحي بحياتي حتى أستردها. ما من أحد ينتزع حياتي مني، بل أنا أضحي بها راضياً. فلي القدرة أن أضحي بها، ولي القدرة أن أستردها."  


المزيد عن باباجي وعن تعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا  
في موقع سويدا يوغا
http://www.swaidayoga.com
ندعوكم أيضاً لزيارة   صفحة الحكيم برمهنسا يوغانندا في فيسبوك

رسالة باباجي للهند

ماهافاتار باباجي

ماهافاتار باباجي





وكان كريشنا وراما وبوذا وبتانجلي من بين التجسدات الإلهية التي ظهرت في الهند القديمة. وهناك مجموعة ضخمة من الأدب الشعري المدون بلغة التامِل  Tamilحول أغاستيا التجسد الإلهي للهند الجنوبية، الذي صنع معجزات عديدة في القرون السابقة واللاحقة للسيد المسيح، والذي يقال بأنه ما زال يحتفظ بجسمه المادي حتى هذا اليوم.

ورسالة باباجي للهند تكمن في مساعدة الأنبياء على القيام بما جاؤوا من أجله. ولهذا فهو جدير باللقب المقدس (مهافاتار) أي التجسد الإلهي الأسمى. وقد أكد باباجي بأنه كرّس في علم اليوغا شنكارا المؤسس القديم للنظام النسكي، وكذلك كرّس حكيم القرون الوسطى الأشهر كبير. وحسبما نعلم فإن لاهيري مهاسيا كان تلميذه الأول الذي أحيا في القرن التاسع عشر طريقة الكريا يوغا التي ظلت مفقودة لقرون عديدة.
(فلسفة الهند في سيرة يوغيAutobiography of a Yogi)

 تفضلوا بقراءة معلومات أكثر عن باباجي على الرابط التالي: باباجي


المزيد عن باباجي وعن تعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا 
في موقع سويدا يوغا

http://www.swaidayoga.com
وندعوكم أيضاً لزيارة صفحة الحكيم برمهنسا يوغانندا على الرابط التالي

كرّس شنكرا في اليوغا




ماهافاتار باباجي

وقد أكد باباجي بأنه كرّس في علم اليوغا شنكارا المؤسس القديم للنظام النسكي، وكذلك كرّس حكيم القرون الوسطى الأشهر كبير. وحسبما نعلم فإن لاهيري مهاسيا كان تلميذه الأول الذي أحيا في القرن التاسع عشر طريقة الكريا يوغا التي ظلت مفقودة لقرون عديدة

 (فلسفة الهند في سيرة يوغي)

 تفضلوا بقراءة معلومات أكثر عن باباجي على الرابط التالي: باباجي

المزيد عن باباجي وعن تعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا 
في موقع سويدا يوغا
http://www.swaidayoga.com
وندعوكم أيضاً لزيارة صفحة الحكيم برمهنسا يوغانندا على الرابط التالي

على اتصال مع المسيح




ماهافاتار باباجي


باباجي هو على اتصال دائم ووثيق مع السيد المسيح، ويبعثان معاً بموجات الفداء للبشرية. كما أنهما دبرا طريقة النجاة الروحي لهذا العصر. وعمل هذين السيدين الكاملي الاستنارة –أحدهما بجسم مادي والآخر بدونه – هو إلهام الشعوب كي تنبذ الحروب وتطرح الكراهية العنصرية والتعصب الديني وشرور المادة التي ترتد على أصحابها وتسبب لهم الأذى. ويدرك باباجي جيدا التوجهات العصرية لا سيما تأثير المدنية الغربية وتعقيداتها. كما أنه يدرك أهمية نشر اليوغا المحررة في الشرق والغرب على السواء.
 تفضلوا بقراءة معلومات أكثر عن باباجي على الرابط التالي: باباجي


المزيد عن باباجي وعن تعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا 
في موقع سويدا يوغا

http://www.swaidayoga.com
وندعوكم أيضاً لزيارة صفحة الحكيم برمهنسا يوغانندا على الرابط التالي